اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَحۡسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (7)

قوله : «والَّذِينَ آمنُوا » يجوز أن يكون مرفوعاً بالابتداء والخبر جملة القسم المحذوفة وجوابها أي : والله لنكفرن . ويجوز أن يكون منصوباً بفعل مضمر على الاشتغال ، أي : وليخلص الذين آمنوا من سيئاتهم{[41060]} .

والتكفير : إذهاب السيئة بالحسنة ، والمعنى : لنُذْهِبَنَّ سيئاتهم حتى تصير بمنزلة من لم يعمل .

فإن قيل : قوله : فلنكفرن ( عنهم سيئاتهم يستدعي وجود السيئات حتى تكفر ، «والذين آمنوا وعملوا الصالحات » بأسرها من أين يكون ) لهم سيئة ؟ .

فالجواب : ما من مكلف إلا وله سيئة ، أما غير الأنبياء فظاهر ، وأما الأنبياء فلأن ترك الأفضل منهم كالسيئة من غيرهم ، ولهذا قال تعالى : { عَفَا الله عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } [ التوبة : 43 ] .

قوله : { أَحْسَنَ الذي كَانُواْ } ، قيل : على حذف مضاف ، أي : ثواب الذي فالمراد بأحسن هنا مجرد الوصف{[41061]} .

قيل : لئلا يلزم أن يكون جزاؤهم مسكوتاً عنه{[41062]} ، وهذا ليس بشيء{[41063]} ، لأنه من باب الأولى إذا جازاهم بالأحسن جازاهم بما دونه فهو من التنبيه على الأدنى بالأعلى .

قال المفسرون : يجزيهم بأحسن أعمالهم وهو الطاعة{[41064]} .

وقيل : يعطيهم أكثر مما عملوا وأحسن ، كما قال : { مَن جَاءَ بالحسنة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } [ الأنعام : 160 ] .


[41060]:قاله العكبري في التبيان 1030 والسمين في الدر المصون 4/294.
[41061]:في ب: الوقف وهو خطأ وتحريف.
[41062]:بالمعنى من البحر المحيط 7/141، 142 وباللفظ من الدر المصون 4/295.
[41063]:المرجع السابق. وفي ب: مشكوراً وليس مسكوتاً وهو تحريف.
[41064]:نقله ابن الجوزي في زاد المسير 6/256 المكتب الإسلامي- بيروت- دمشق ط 3، 1404 هـ/1984م.