اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَأۡتِ بِخَلۡقٖ جَدِيدٖ} (16)

قوله : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } وهذا بيان لِغناه وفيه بلاغة كاملة لأن قوله تعالى : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } أي ليس إذهابكم موقوفاً إلا على مشيئته بخلاف الشيء المحتاج إليه فإن المحتاج إلى الشيء لا يقال فيه : إنْ شَاءَ فُلاَنٌ هَدَمَ دَارَهُ{[45190]} وإنما يقال{[45191]} : لَوْلاَ حَاجَةُ السُّكْنَى إلى الدار لِبعْتُها ، ثم إنه تعالى زاد على بيان الاستغناء{[45192]} بقوله : { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } يعني إن كان يتوهم متوهم أنَّ هذا الملك كمال وعظمة فلو أذهبه لزال ملكه وعظمته فهو قادر أن{[45193]} يخلق خلقاً جديداً أحسن من هذا ( وأجْمَلَ ){[45194]} .


[45190]:وأعدم عقاره .
[45191]:في الفخر: ((وإنما يقول)) .
[45192]:المرجع السابق .
[45193]:في (ب) بأن .
[45194]:زيادة من (ب) .