اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُم بُرۡهَٰنٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ نُورٗا مُّبِينٗا} (174)

قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا [ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } ]{[10433]}

لما أوْرَد الحُجَّة على جميع الفرق من المُنَافِقِين والكُفَّار واليَهُودِ والنَّصَارَى ، وأجَابَ عن شُبُهَاتِهِم عمم الخطاب ، ودعا جميع النَّاس إلى الاعْتِرَافِ بِرِسَالةِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ، والمراد بالبُرْهَان : محمد - عليه الصلاة والسلام - ، وسُمِّي بُرْهَاناً ؛ لأن حِرْفَتَهُ إقامَة البُرْهَان على تحْقِيق الحقِّ ، وإبْطَال البَاطِل ، والنُّور المُبينُ{[10434]} هو القُرآن ؛ لأنه سَبَبٌ لوُقُوع نُور الإيمانِ في القَلْبِ .

قوله تعالى : { مِن رَّبِّكُمْ } فيه وجهان :

أظهرهما : أنه مُتَعَلِّق بمَحْذُوفٍ ، لأنه صِفَةٌ ل " بُرْهَان " أي : بُرْهَانٌ كائِنٌ من ربكم ، و " مِنْ " يجُوز أن تكُون لابتداء الغَايَةِ مَجَازاً أو تَبْعِيضيَّة ، أي : من بَرَاهِينِ رَبِّكُم .

والثاني : أنه مُتَعَلِّقٌ بنفس " جَاءَ " ، لابتداء الغَايَةِ كما تقدَّم .


[10433]:سقط في أ.
[10434]:في ب: البين.