تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُم بُرۡهَٰنٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ نُورٗا مُّبِينٗا} (174)

الآية 174

وقوله تعالى : { يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم } والبرهان هو الحجة ، توضح{[6864]} ، وتظهر الحق من الباطل . وقيل : بيان من ربكم ، وهما واحد . وقال{[6865]} لعضهم : هو النبي صلى الله عليه وسلم وقال آخرون : هو القرآن . فأيهما كان فهو حجة وبيان يلزم الحق ، ويبين لمن لم يعاند .

وقوله تعالى : { وأنزلنا إليكم نورا مبينا } يبصر به الحق من الباطل ، وبه يعرف ، وهو القرآن ، سماه نورا لما به يبصر الحق ، وإن لم يكن هو بنفسه نورا كالنهار سماه مبصرا{[6866]} لما به يبصر ، وإن لم يكن هو كذلك . وقال قتادة : ( { نورا مبينا } هو هذا القرآن ، وفيه بيانه ونوره وهداه وعصمة لمن اعتصم به ) .


[6864]:في الأصل وم: وتوضح.
[6865]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[6866]:إشارة إلى قوله تعالى:{والنهار مبصرا}(يونس: 67والنمل: 86 وغافر: 61).