قوله تعالى : { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ . . . } في سبب نزول وجوه :
الأول : أن كفار مكة قالوا : إِن عَامَّةَ من يتبع محمداً الفقراءُ والأرذالُ مثلُ عمَّار ، وصُهَيْب ، وابْن مَسْعُودٍ ولو كان هذا الدين خيراً ما سبقونا إليه هؤلاء{[50860]} .
والثاني : قيل : لما أسلمت جُهَيْنَةُ ومُزَيْنَة ، وأسْلَم ، وغِفار ، قالت بنو عامر وعطفان وأسد وأشجع : لو كان هذا خيراً ما سبقنا إليه رعاة البَهْمِ{[50861]} .
الثالث : قيل : إنَّ أَمَةً لعمرَ أسلمت وكان عمر يضربها ويقول : لولا أنّي فترت لزِدْتُكِ ضَرْباً فكان كفار قريش يقولون : لو كان ما يدعونا إليه محمد خيراً ما سبقنا إليه{[50862]} .
الرابع : قيل : كان اليهود يقولون هذا الكلام حين أسلم عبد الله بن سلام{[50863]} وأصحابه .
قوله : «لِلَّذِينَ آمَنُوا » يجوز أن تكون لام الصلة ، أي لأجلهم ، يعني أن الكفار قالوا : لأجل إيمان الذين آمنوا{[50864]} ، وأن تكون للتبليغ ولو جروا على مقتضى الخطاب لقالوا : ما سبقتمونا ولكنهم التفتوا فقالوا ما سبقونا{[50865]} . والضمير في «كان » و«إليه » عائدان على القرآن ، أو ما جاء به الرسول أو الرسول .
قوله : { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ } العامل في «إذْ » مقدر أي ظهر عنادُهُمْ{[50866]} ، وتسبب عنه ( قوله{[50867]} ) «فَسَيَقُولُونَ » ولا يعمل في «إذْ » فَسَيَقُولُونَ ، لتضاد الزمانين ، أعني المُضِيَّ والاسْتِقْبَالَ ولأجل الفاء أيضاً{[50868]} .
المعنى وإذ لم يهتدوا بالقرآن كما اهتدى به أهل الإيمان فسيقولون هذا إفك قديم كما قالوا : أسَاطِيرُ الأَوَّلين{[50869]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.