تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَٰتٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (50)

{ لولا أُنزل } اقترحوا عليه الآيات ليجعل الصفا ذهباً وتفجير الأنهار ، أو سألوه مثل آيات الأنبياء كالناقة والعصا واليد وإحياء الموتى .

{ الآيات } عند الله تعالى يخص بها من شاء من الأنبياء { وإنما أنا نذيرٌ } لا يلزمني الإتيان بالمقترح من الآيات وإنما يلزمني أنه يشهد على تصديقي وقد فعل الله تعالى ذلك وأجابهم بقوله : { أو لم يكفهم } دلالة على نبوتك القرآن بإعجازه واشتماله على الغيوب والوعود الصادقة ، أو أراد بذلك ما رُوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أُتي بكتاب في كتف فقال : ' كفى بقوم حمقاً أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى غير نبيهم ، أو كتاب غير كتابهم ' فنزلت { أوَ لَمْ يَكفهم } { لَرَحمة } استنقاذاً من الضلال . { وذِكرى } إرشاداً إلى الحق { لقوم يؤمنون } يقصدون الإيمان دون العناد .