تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَٰتٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (50)

الآية 50 وقوله تعالى : { وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه } وفي بعض القراءات : آية( {[15825]} ) من ربه على الوحدان ؛ فكأنهم سألوه آيات كقولهم : { لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا } { أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها } [ الفرقان : 7 و8 ] وكقولهم : { أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا } [ الإسراء : 91 ] ونحوها من الآيات التي سألوها ، فمرة سألوه آيات ومرة سألوه آية .

فقول( {[15826]} ) من قال : اختيار قراءة آيات على قراءة آية محال ؛ إذ أثبتت أنها( {[15827]} ) قراءة ، فأخبر عز وجل على ما كان منهم ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { قل إنما الآيات عند الله } /407-ب/ أي من عنده تجيء الآيات ، فكأنهم إنما سألوه آيات قاهرة تقهرهم ، وتضطرهم على القبول والإقبال إليه ، لا( {[15828]} ) آيات يكون فيها( {[15829]} ) وجه الاختيار ، لكن سؤال عناد ومكابرة ، لا سؤال استرشاد واستهداء . فقال : إن الله قد عفا عن هذه الأمة عن إنزال ما به هلاكهم على إثر سؤال العناد والمكابرة ، وإن كان في غيرها من الأمم السالفة ينزل عليهم الهلاك والعذاب على إثر سؤال العناد ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وإنما أنا نذير مبين } هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : { وإنما أنا نذير مبين } أن الله أمرني بذلك ، وأرسلني إليكم .

والثاني : { وإنما أنا نذير مبين } أي ليس علي إلا الإنذار لكم ، أبين النِّذارة . فأما غير ذلك فليس علي كقوله { ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء } الآية [ الأنعام : 25 ] ونحوه .


[15825]:انظر معجم القراءات القرآنية ج 5/52.
[15826]:من م، في الأصل: فقوله.
[15827]:في الأصل وم: إنه.
[15828]:في الأصل وم: إلا.
[15829]:في الأصل وم: في ذلك.