الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَٰتٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (50)

ثم قال تعالى : { وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما لآيات عند الله } أي : وقال المشركون من قريش : هلا أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم آيات من ربه ، وهو قولهم : { لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا } إلى قوله : { كتابا نقرؤه } {[54571]} .

هذا على قراءة من جمع {[54572]} ، ويؤكد الجمع أن بعده : { قل إنما الآيات عند الله } فوجب أن يكون السؤال مثل الجواب ، ويؤكده أيضا أن الخط بالتاء {[54573]} . فأما من قرأ آية {[54574]} ، معناه : هلا أنزل على محمد آية تكون حجة علينا كالناقة لصالح ، والمائدة لعيسى ، ويؤكد التوحيد إجماعهم على التوحيد في يونس : { لولا أنزل عليه آيات من ربه } {[54575]} . وفي الرعد : { آيات من ربه } {[54576]} {[54577]} .

ثم قال تعالى : { قل إنما الآيات عند الله } أي : لا يقدر على الإتيان بها إلا الله .

{ وإنما أنا نذير مبين } أي : أنذركم بأس الله وعذابه مبين لكم إنذاره .


[54571]:الإسراء الآيات من 90 إلى 93، وهي قوله تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا* أو تسقط السماء كما زعمت علينا مسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه}
[54572]:هي قراءة نافع وابن عامر، وأبي عمرو وحفص عن عاصم انظر: السبعة لابن مجاهد 501، والحجة لأبي زرعة 552، والمحرر الوجيز 12/ 232
[54573]:انظر: الكشف لمكي 2/ 180، والحجة لأبي زرعة 552
[54574]:هي قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي وأبي بكر عن عاصم وعلي بن نصر عن أبي عمرو انظر: السبعة لابن مجاهد 501، والكشف لمكي 2/180، والتيسير للداني 174، والكشف والبيان للثعلبي 6/28، والمحرر الوجيز 12/232
[54575]:يونس: 20
[54576]:الرعد: 8
[54577]:انظر: الكشف لمكي 2/180