التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَٰتٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (50)

قوله تعالى : { وَقَالُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ( 50 ) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( 51 ) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } .

قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، معاندين مكابرين : هلا أُنزل على محمد آيات كآيات النبيين من قبله . وذلك كما جاء صالح بالناقة ، وموسى بالعصا ، وعيسى بإحياء الموتى { قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ } يعني إنما أمر الآيات والمعجزات إلى الله فلا يقدر أحد أن يأتي بشيء من ذلك سواه . وهو سبحانه لو كان يعلم أنكم تهتدون بمعاينة الآيات لجاءكم بها وهو عليه هين ويسير . لكن الله عليم بكفركم وجحودكم . ويعلم أنكم ما قصدتم غير التعنت والعبث والعناد { وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ } أي إنما بعثت إليكم لأبلغكم رسالة ربكم وأنذركم عقابه على كفركم وإعراضكم عن دينه .