مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (34)

ثم قال تعالى : { ليكفروا بما أتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون }

قوله تعالى : { ليكفروا بمآ آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون } قد تقدم تفسيره في العنكبوت بقي بيان فائدة الخطاب ههنا في قوله : { فتمتعوا } وعدمه هناك في قوله : { وليتمتعوا فسوف يعلمون } فنقول لما كان الضر المذكور هناك ضرا واحدا جاز أن لا يكون في ذلك الموضع من المخلصين من ذلك الضر أحد ، فلم يخاطب ولما كان المذكور ههنا مطلق الضر ولا يخلو موضع من المخلصين عن الضر ، فالحاضر يصح خطابه بأنه منهم فخاطب .