اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (34)

قوله : «لِيَكْفُرُوا » يجوز أن تكون لام «كي » وأن تكون لام الأمر ومعناه التهديد{[42061]} كقوله : { اعملوا مَا شِئْتُمْ }{[42062]} ثم خاطب هؤلاء الذين فعلوا هذا خطاب تَهْديدٍ فقال : «فَتَمَتَّعُوا » .

قرأ العامة بالخطاب فيه ، وفي «تَعْلَمُونَ » ، وأبو العالية بالياء فيهما ، والأول مبني للمَفْعُولِ . وعنه أيضاً «فَيَتَمَتَّعوا »{[42063]} بياء قبل التاء ، وعن عبد الله{[42064]} «فلْيَتَمَتَّعُوا » بلام الأمر{[42065]} ، والمعنى : فسوف تعلمون حالكم في الآخرة .


[42061]:انظر: البحر المحيط 7/173، والدر المصون 4/327.
[42062]:من الآية 40 من سورة "فصلت" والاستشهاد أن اللام إذا كانت للأمر فإن المعنى يكون على التهديد والوعيد كما قرره في البحر المرجع السابق.
[42063]:انظر: البحر المحيط 7/173 والمحتسب لابن جني 2/164.
[42064]:هو ابن مسعود وقد عرفت به.
[42065]:الكشاف 3/222، والقرطبي 14/33 والبحر المحيط 7/173، والدر المصون 4/327.