مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَمَا لَنَا لَا نُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡحَقِّ وَنَطۡمَعُ أَن يُدۡخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (84)

وأما قوله تعالى : { وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين }

ففيه مسألتان :

الأولى : قال صاحب الكشاف : محل { لا نؤمن } النصب على الحال بمعنى غير مؤمنين ، كقولك قائما ، والواو في قوله { ونطمع } واو الحال .

فإن قيل : فما العامل في الحال الأولى والثانية .

قلنا : العامل في الأولى ما في اللام من معنى الفعل ، كأنه قيل : أي شيء حصل لنا حال كوننا غير مؤمنين ، وفي الثاني معنى هذا الفعل ولكن مقيدا بالحال الأولى ، لأنك لو أزلته وقلت : وما لنا ونطمع لم يكن كلاما ، ويجوز أن يكون { ونطمع } حالا من { لا نؤمن } على أنهم أنكروا على أنفسهم أنهم لا يوحدون الله ويطمعون مع ذلك أن يصحبوا الصالحين ، وأن يكون معطوفا على قوله { لا نؤمن } على معنى : وما لنا نجمع بين التثليث وبين الطمع في صحبة الصالحين .

المسألة الثانية : تقدير الآية : ويدخلنا ربنا مع القوم الصالحين جنته ودار رضوانه ، قال تعالى : { ليدخلنهم مدخلا يرضونه } إلا أنه حسن الحذف لكونه معلوما .