مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ} (25)

ثم قال : { إن هذا إلا قول البشر } والمعنى أن هذا قول البشر ، ينسب ذلك إلى أنه ملتقط من كلام غيره ، ولو كان الأمر كما قال لتمكنوا من معارضته إذ طريقتهم في معرفة اللغة متقاربة .

واعلم أن هذا الكلام يدل على أن الوليد إنما كان يقول هذا الكلام عنادا منه ، لأنه روي عنه أنه لما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حم السجدة ) وخرج من عند الرسول عليه السلام قال : سمعت من محمد كلاما ليس من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وأنه يعلو ولا يعلى عليه ، فلما أقر بذلك في أول الأمر علمنا أن الذي قاله هاهنا من أنه قول البشر ، إنما ذكره على سبيل العناد والتمرد لا على سبيل الاعتقاد .