مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَٱلَّيۡلِ إِذۡ أَدۡبَرَ} (33)

ثم قال تعالى : { والقمر ، والليل إذ أدبر } وفيه قولان : ( الأول ) قال الفراء والزجاج : دبر وأدبر بمعنى واحد كقبل وأقبل ويدل على هذا قراءة من قرأ إذا دبر ، وروى أن مجاهدا سأل ابن عباس عن قوله : { دبر } فسكت حتى إذا أدبر الليل قال : يا مجاهد هذا حين دبر الليل ، وروى أبو الضحى أن ابن عباس كان يعيب هذه القراءة ويقول : إنما يدبر ظهر البعير ، قال الواحدي : والقراءتان عند أهل اللغة سواء على ما ذكرنا ، وأنشد أبو علي :

وأبى الذي ترك الملوك وجمعهم *** بصهاب هامدة كأمس الدابر

القول الثاني : قال أبو عبيدة وابن قتيبة : دبر أي جاء بعد النهار ، يقال : دبرني أي جاء خلفي ودبر الليل أي جاء بعد النهار ، قال قطرب : فعلى هذا معنى إذا دبر إذا أقبل بعد مضي النهار .