مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ} (29)

ثم قال : { لواحة للبشر } وفيه مسألتان :

المسألة الأولى : في اللواحة قولان : ( الأول ) قال الليث : لاحه العطش ولوحه إذا غيره ، فاللواحة هي المغيرة . قال الفراء : تسود البشرة بإحراقها ( والقول الثاني ) وهو قول الحسن والأصم : أن معنى اللواحة أنها تلوح للبشر من مسيرة خمسمائة عام ، وهو كقوله : { وبرزت الجحيم لمن يرى } ولواحة على هذا القول : من لاح الشيء يلوح إذا لمع نحو البرق ، وطعن القائلون بهذا الوجه في الوجه الأول ، وقالوا : إنه لا يجوز أن يصفها بتسويد البشرة مع قوله إنها : { لا تبقي ولا تذر } .

المسألة الثانية : قرئ { لواحة } نصبا على الاختصاص للتهويل .