السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ} (25)

{ إن } أي : ما { هو } أي : القرآن { إلا قول البشر } أي : ليس فيه شيء عن الله تعالى فلا يغتر أحد به ولا يعرج عليه فارتج النادي فرحاً ، ثم تفرّقوا معجبين بقوله متعجبين منه قيل : وهذا شبيه بما قال بعضهم :

لو قيل كم خمس وخمس لاغتدى *** يوماً وليلته يعدّ ويحسب

ويقول معضلة عجيب أمرها *** ولئن فهمت لها لأمري أعجب

خمس وخمس ستة أو سبعة *** قولان قالهما الخليل وثعلب

فكان قوله هذا سبب هلاكه فكان كما قال بعضهم :

احفظ لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه *** كانت تهاب لقاءه الشجعان