روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (44)

{ قُل لِلَّهِ الشفاعة جَمِيعاً } لعله كما قال الإمام رد لما يجيبون به وهوان الشفعاء ليست الأصنام أنفسها بل أشخاص مقربون هي تماثيلهم ، والمعنى أنه تعالى مالك الشفاعة كلها لا يستطيع أحد شفاعة ما إلا أن يكون المشفوع مرتضى والشفيع مأذوناً له وكلاهما مفقودان ههنا ، وقد يستدل بهذه الآية على وجود الشفاعة في الجملة يوم القيامة لأن الملك أو الاختصاص الذي هو مفاد اللام هنا يقتضي الوجود فالاستدلال بها على نفي الشفاعة مطلقاً في غاية الضعف .

وقوله تعالى : { لَّهُ مُلْكُ السموات والأرض } استئناف تعليلي لكون الشفاعة جميعاً له عز وجل كأنه قيل : له ذلك لأنه جل وعلا مالك الملك كله فلا يتصرف أحد بشيء منه بدون إذنه ورضاه فالسماوات والأرض كناية عن كل ما سواه سبحانه ، وقوله تعالى : { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } عطف على قوله تعالى : { لَّهُ مُلْكُ } الخ وكأنه تنصيص على مالكية الآخرة التي فيها معظم نفع الشفاعة وإيماء إلى انقطاع الملك الصوري عما سواه عز وجل .

وجوز أن يكون عطفاً على قوله تعالى : { لِلَّهِ الشفاعة } وجعله في «البحر » تهديداً لهم كأنه قيل : ثم إليه ترجعون فتعلمون أنهم لا يشفعون لكم ويخيب سعيكم في عبادتهم ، وتقديم { إِلَيْهِ } للفاصلة وللدلالة على الحصر إذ المعنى إليه تعالى لا إلى أحد غيره سبحانه لا استقلالاً ولا اشتراكاً ترجعون .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (44)

قوله تعالى : { قل لله الشفاعة جميعاً } قال مجاهد : لا يشفع أحد إلا بإذنه . { له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون }

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (44)

قوله : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } أي ليس من أحد يملك عند الله الشفاعة إلا من أذن الله له بذلك وكان عند الله مرضيا . و { جميعا } منصوب على الحال من الشفاعة .

قوله : { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } الله مالك كل شيء ، وهو بيده مقاليد السماوات والأرض . فهو حقيق أن يُعبد وحده دون غيره من آلهتكم المزعومة .

قوله : { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } يخوِّفهم الله بالموت فإنهم جميعا صائرون إلى الله فملاقوه يوم القيامة ليجازيهم بما فعلوه من شرك وعصيان .