البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (44)

{ قل لله الشفاعة جميعاً } : فهو مالكها ، يأذن فيها لمن يشاء ثم أتى بعام وهو : { له ملك السموات والأرض } ، فاندرج فيه ملك الشفاعة .

ولما كانت الشفاعة من غيره موقوفة على إذنه ، كانت الشفاعة كلها له .

ولما أخبر أنه له ملك السموات والأرض ، هددهم بقوله : { ثم إليه ترجعون } ، فيعلمون أنهم لا يشفعون ، ويخيب سعيكم في عبادتهم .

وقال الزمخشري : معناه له ملك السموات والأرض اليوم ، ثم إليه ترجعون يوم القيامة ، فلا يكون الملك في ذلك إلا له ، فله ملك الدنيا والآخرة .