روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{يَوۡمَ نَبۡطِشُ ٱلۡبَطۡشَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ} (16)

{ يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى } هو يوم بدر عند ابن مسعود وأخرجه عبد بن حميد . وابن جرير عن أبي بن كعب . ومجاهد . والحسن . وأبي العالية . وسعيد بن جبير . ومحمد بن سيرين . وقتادة . وعطية ، وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس .

وأخرج ابن جرير . وعبد بن حميد بسند صحيح عن عكرمة . قال : قال ابن عباس قال ابن مسعود البطشة الكبرى يوم بدر ، وأنا أقول : هي يوم القيامة ونقل في »البحر » حكاية أنه يوم القيامة عن الحسن . وقتادة أيضاً .

والظرف معمول لما دل عليه قوله تعالى : { إِنَّا مُنتَقِمُونَ } أي إنا ننتقم يوم إذ انا منتقمون ، وقيل لمنتقمون ورده الزجاج وغيره بأن ما بعد إن لا يجوز أن يعمل فيما قبلها ، وقيل لعائدون على معنى إنكم لعائدون إلى العذاب يوم نبطش .

وقيل بكاشفوا العذاب وليس بشيء وقيل لذكرهم أو اذكر مقدراً ، وقيل هو بدل من { يَوْمَ تَأْتِى } [ الدخان : 10 ] الخ .

وقرئ { نَبْطِشُ } بضم الطاء وقرأ الحسن . وأبو رجاء . وطلحة بخلاف عنه { نَبْطِشُ } بضم النون من باب الأفعال على معنى نحمل الملائكة عليهم السلام على أن يبطشوا بهم أو نمكنهم من ذلك فالمفعول به محذوف للعلم وزيادة التهويل ، وجعل البطشة على هذا مفعولاً مطلقاً على طريقة { أنبتكم . . . نباتاً } [ نوح : 17 ] ، وقال ابن جني ، وأبو حيان : هي منصوبة بفعل مضمر يدل عليه الظاهر أي يوم نبطش من نبطشه فيبطش البطشة الكبرى ، وقال ابن جني : ولك أن تنصبها على أنها مفعول كأنه به قيل : يوم نقوي البطشة الكبرى عليهم ونمكنها منهك كقولك : يوم نسلط القتل عليهم ونوسع الأخذ منهم ، وفي «القاموس » بطش به يبطش ويبطش أخذه بالعنف والسطوة كابطشة والبطش الأخذ الشديد في كل شيء والبأس اه فلا تغفل .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ نَبۡطِشُ ٱلۡبَطۡشَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ} (16)

قوله تعالى : { يوم نبطش البطشة الكبرى } وهو يوم بدر ، { إنا منتقمون } وهذا قول ابن مسعود وأكثر العلماء ، وقال الحسن : يوم القيامة ، وروى عكرمة ذلك عن ابن عباس .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{يَوۡمَ نَبۡطِشُ ٱلۡبَطۡشَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ} (16)

قوله : { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } { يوم } منصوب على الظرف . وتقديره : ننتقم يوم نبطش . وقيل : منصوب بإضمار فعل والتقدير : اذكر يا محمد يوم نبطش {[4165]} وفي المراد بالبطشة الكبرى قولان :

أحدهما : أنه يوم بدر . وهو قول ابن مسعود وابن عباس وآخرين . قالوا : إن كفار مكة لما أزال الله تعالى عنهم القحط والجوع عادوا إلى التكذيب فانتقم الله منهم يوم بدر .

ثانيهما : أنه يوم القيامة . وهذه رواية عن ابن عباس . فقد قال : قال ابن مسعود : البطشة الكبرى يوم بدر ، وأنا أقول ، هي يوم القيامة . وهذا القول أولى بالصواب ، لأن يوم بدر لا يبلغ مبلغا يوصف فيه بهذا الوصف العظيم ، ولأن الانتقام التام إنما يحصل يوم القيامة . ولأن هذه البطشة قد وصفت بأنها كبرى فوجب أن تكون أعظم أنواع البطش ولا يكون ذلك إلا يوم القيامة{[4166]} .


[4165]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 358.
[4166]:تفسير الرازي جـ 27 ص 243 – 245 تفسير القرطبي جـ 16 ص 130 134.