الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَوۡمَ نَبۡطِشُ ٱلۡبَطۡشَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ} (16)

قوله تعالى : { يوم نبطش البطشة الكبرى } – إلى قوله – { وما كانوا منظرين }[ 15-28 ] ، أي : ننتقم منكم إن عدتم إلى كفركم عند كشفنا عنكم ما أنتم فيه من الجهد يوم نبطش البطشة الكبرى ، وهو يوم بدر عند أكثر المفسرين ، قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد وأبو العالية ، وهو قول أُبي ابن كعب ، أمكن الله عز وجل منهم المؤمنين يوم{[62062]} بدر فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين{[62063]} .

والعامل في ( يوم نبطش ) : ( منتقمون ){[62064]} . /

وقيل : العامل فيه فعل مضمر ، تقديره : اذكر يا محمد يوم نبطش . وهو الأحسن ، لأن الظرف{[62065]} لا يعمل فيه ما بعد أن عند البصريين{[62066]} .

وقيل التقدير : ننتقم يوم نبطش ، ودل عليه ( منتقمون ) .

وفيه أيضا بعد لأن ما بعد ( إن ) لا يفس ما قبلها كما لا يفعل ( ما بعدها ){[62067]} فيه .

فإضمار{[62068]} ( اذكر ) أحسن الوجوه ، وذلك أن الله جل ذكره كشف عنهم ما كانوا فيه من الجهد فعادوا إلى كفرهم فأهلكهم قتلا بالسيف يوم بدر . فيكون العامل في ( يوم نبطش ) فعلا مضمرا يفسره ( إنا منتقمون ) .

ولا يحسن أن يعمل{[62069]} فيه ( منتقمون ) ، لأن ما بعد ( أن ) لا يعمل فيما قبلها . ويجوز أن يكون العامل ( اذكر ) مضمرة .

وقال عكرمة : البطشة الكبرى هي بطشة الله عز وجل بأعدائه يوم القيامة .

وكذلك روى قتادة عن الحسن{[62070]} .


[62062]:(ح): (ويوم).
[62063]:انظر تفسير مجاهد 2/588، وتفسير ابن مسعود 562، وجامع البيان 25/70، والمحرر الوجيز 14/287، وجامع القرطبي 16/134، وتفسير ابن كثير 4/139.
[62064]:انظر جامع القرطبي 16/133.
[62065]:(ح): (الضرف) بالضاد.
[62066]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/655، ومعاني الزجاج 4/425، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/358.
[62067]:ساقط من (ت). وَرَدَّ النحاس في إعرابه على هذا التقدير نفس المعنى 4/128.
[62068]:(ت): (باضمار).
[62069]:(ت): (أعمل).
[62070]:انظر جامع البيان 25/70 ز71، والمحرر الوجيز 14/287، وجامع القرطبي 16/134، وتفسير ابن كثير 14/141.