قوله تعالى : { يوم نبطش البطشة الكبرى } – إلى قوله – { وما كانوا منظرين }[ 15-28 ] ، أي : ننتقم منكم إن عدتم إلى كفركم عند كشفنا عنكم ما أنتم فيه من الجهد يوم نبطش البطشة الكبرى ، وهو يوم بدر عند أكثر المفسرين ، قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد وأبو العالية ، وهو قول أُبي ابن كعب ، أمكن الله عز وجل منهم المؤمنين يوم{[62062]} بدر فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين{[62063]} .
والعامل في ( يوم نبطش ) : ( منتقمون ){[62064]} . /
وقيل : العامل فيه فعل مضمر ، تقديره : اذكر يا محمد يوم نبطش . وهو الأحسن ، لأن الظرف{[62065]} لا يعمل فيه ما بعد أن عند البصريين{[62066]} .
وقيل التقدير : ننتقم يوم نبطش ، ودل عليه ( منتقمون ) .
وفيه أيضا بعد لأن ما بعد ( إن ) لا يفس ما قبلها كما لا يفعل ( ما بعدها ){[62067]} فيه .
فإضمار{[62068]} ( اذكر ) أحسن الوجوه ، وذلك أن الله جل ذكره كشف عنهم ما كانوا فيه من الجهد فعادوا إلى كفرهم فأهلكهم قتلا بالسيف يوم بدر . فيكون العامل في ( يوم نبطش ) فعلا مضمرا يفسره ( إنا منتقمون ) .
ولا يحسن أن يعمل{[62069]} فيه ( منتقمون ) ، لأن ما بعد ( أن ) لا يعمل فيما قبلها . ويجوز أن يكون العامل ( اذكر ) مضمرة .
وقال عكرمة : البطشة الكبرى هي بطشة الله عز وجل بأعدائه يوم القيامة .
وكذلك روى قتادة عن الحسن{[62070]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.