قوله : { يَوْمَ نَبْطِشُ } قيل : هو بدل من { يوم تأتي } . وقيل : منصوب بإضمار اذكر . وقيل : ب «منتقمون » . وقيل : بما دل عليه : «مُنْتَقِمُونَ » وهو ينتقم{[50294]} . ورُدَّ هذَان بأن ما بعد «لا » لا يعمل فيما قبلها ، ولأنه لا يفسر إلا ما يصحّ أن يعمل{[50295]} . وقرأ العامة بفتح نون «نَبْطِشُ » وكسر الطاء أي نبطش بهم . وقرأ الحَسَنُ وأبو جَعْفَر بضم الطاء وهي لغة في مضارع «بَطَشَ »{[50296]} . والحسن أيضاً ، وأبو رجاء وطلحة بضم النون وكسر الطاء{[50297]} . وهو منقول من «أبطش » أي نُبِطْشُ بِهِمُ المَلاَئكِة والبطشة على هذا يجوز أن تكون منصوبة بنبطِشُ على حذف الزائد : نحو : { أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأرض نَبَاتاً }{[50298]} [ نوح : 17 ] وأن تنتصب بفعل مقدر أي نبطِشُ بهم الملائكة ، فَيَبْطِشُونَ البَطْشَة{[50299]} . والبطش الأخذ بالشدة وأكثر ما يكون بوقع الضرب المتتابع ثم صار بحيث يشتمل في اتصال الآلام المُتَتَابِعَةِ{[50300]} .
الأول : أنه يوم بدر ، وهو قول ابن مسعود ، وابن عباس ، ومجاهد ، ومقاتل ، وأبي العالية ( وذلك ){[50301]} أن كفار مكة لما أزال الله تعالى عنهم القحط والجوع عادوا إلى التكذيب ، فانتقم الله منهم يوم بدر .
الثاني : أنه يوم القيامة . قال ابن الخطيب : وهذا القول أصح ؛ لأن يوم بدر ، لا يبلغ هذا المبلغ الذي يوصف بهذا الوصف العظيم ، ولأن الانتقام التام إنما يحصل يوم القيامة ، لقوله تعالى : { اليوم تجزى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } {[50302]} [ غافر : 17 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.