بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَ نَبۡطِشُ ٱلۡبَطۡشَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ} (16)

{ يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى } يعني : نعاقب العقوبة العظمى { إِنَّا مُنتَقِمُونَ } منهم بكفرهم ويقال : { يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى } يعني : يوم القيامة . ويقال : آية الدخان لم تمض ، وستكون في آخر الزمان .

وروى إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي رضي الله عنه قال : " لم تمض آية الدخان يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، وينتفخ الكافر حتى يصير كهيئة الجمل " . وروى ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس قال : " أخْبِرْتُ أنَّ الكَوْكَب ذَا الذَّنب قد طَلَعَ ، فَخَشِيتُ أنْ يَكونَ الدُّخَانَ قَد طَرق " ويقال : هذا كله يوم القيامة ، إذا خرجوا من قبورهم ، تأتي السماء بدخان مبين ، محيط بالخلائق فيقول الكافرون : { رَّبَّنَا اكشف عَنَّا العذاب } أي : ردنا إلى الدنيا { إِنَّا مْؤْمِنُونَ } يقول الله تعالى : من أين لهم الرجعة ، وقد جاءهم رسول مبين فلم يجيبوه .