{ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ } قرأ الجمهور نبطش بفتح النون وكسر الطاء أي نبطش بهم وقرئ بضم الطاء وهي لغة وقرئ بضم النون وكسر الطاء والظرف منصوب بإضمار اذكر ، وقيل بدل من { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ } وقيل هو متعلق ب { مُنْتَقِمُونَ } ، وقيل بما دل عليه منتقمون ، وهو منتقم والبطشة الكبرى هي يوم بدر ، قاله الأكثر .
والمعنى أنهم لما عادوا إلى التكذيب والكفر بعد رفع العذاب عنهم انتقم منهم بوقعة بدر . وقال الحسن وعكرمة والمراد بها عذاب النار يوم القيامة ، واختار هذا الزجاج ، والأول أولى .
وعن ابن عباس أنه قال : قال ابن مسعود : البطشة الكبرى يوم بدر وأنا أقول هي يوم القيامة ، قال ابن كثير وهذا إسناد صحيح ، وقال ابن الخطيب هذا القول أصح لأن يوم بدر لا يبلغ هذا المبلغ الذي يوصف بهذا الوصف العظيم ، وأن الانتقام التام إنما يحصل يوم القيامة ، لقوله تعالى :
{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } وقال ابن كثير قبل هذا فسر ذلك ابن مسعود بيوم بدر ، وهذا قول جماعة ممن وافق ابن مسعود على تفسيره الدخان بما تقدم ، وروي أيضا عن ابن عباس من رواية العوفي عنه ، وعن أبيّ بن كعب وجماعة وهو محتمل والظاهر أن ذلك يوم القيامة ، وإن كان يوم بدر يوم بطشة كبرى أيضا انتهى .
قال الشوكاني : بل الظاهر أنه يوم بدر ، وإن كان يوم القيامة بطشة أكبر من كل بطشة ، فإن السياق مع قريش ، فتفسيره بالبطشة الخاصة لهم أولى من تفسيره بالبطشة التي تكون يوم القيامة لكل عاص من الإنس والجن انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.