روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَيۡـًٔا إِدّٗا} (89)

وقوله تعالى : { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } رد لمقالتهم الباطلة وتهويل لأمرها بطريق الالتفات من الغيبة إلى الخطاب المنبئ عن كمال السخط وشدة الغضب المفصح عن غاية التشنيع والتقبيح وتسجيل عليهم بنهاية الوقاحة والجهل والجرأة ، وقيل : لا التفات والكلام بتقدير قل لهم لقد جئتم الخ ، والإد بكسر الهمزة كما في قراءة الجمهور وبفتحها كما قرأ السلمي العجب كما قال ابن خالويه . وقيل : العظيم المنكر والإدة لشدة وأدنى الأمر وآدنى اثقلني وعظم على . وقال الراغب : الاد المنكر فيه جلبة من قولهم : ادت الناقة تئد أي رجعت حنينها ترجيعاً شديداً . وقيل : الإد بالفتح مصدر وبالكسر اسم أي فعلتم أمراً عجيباً أو منكراً شديداً لا يقادر قدره فإن جاء وأتى يستعملان بمعنى فعل فيتعديان تعديته . وقال الطبرسي : هو من باب الحذف والإيصال أي جئتم بشيء إد .