الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَيۡـًٔا إِدّٗا} (89)

قوله : { شَيْئاً إِدَّاً } : العامَّةُ على كسر الهمزة مِنْ " إدَّاً " وهو الأمرُ العظيمُ المنكَرُ المتعجَّبُ منه . وقرأ أمير المؤمنين والسلمي بفتحها . وخَرَّجوه على حَذْفِ مضاف ، أي : شيئاً أدَّاً ، لأنَّ الأدَّ بالفتحِ مصدرٌ يُقال : أدَّه الأمرُ ، وأدَّني يَؤُدُّني أدَّاً ، أي : أَثْقَلني . وكان الشيخ ذكر أنَّ الأَدَّ والإِدَّ بفتح الهمزةِ وكسرِها هو العَجَبُ . وقيل : هو العظيم المُنْكَر ، والإِدَّة : الشِّدَّة/ . وعلى قوله : " وإن الإِدَّ والأدَّ بمعنى واحد " ينبغي أَنْ لا يُحتاج إلى حَذْفِ مضاف ، إلا أَنْ يريدَ أنه أراد بكونِهما بمعنى العَجَب في المعنى لا في المصدرية وعَدَمِها .