فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَيۡـًٔا إِدّٗا} (89)

والجملة مستأنفة لبيان قول اليهود والنصارى ومن يزعم من العرب أن الملائكة بنات الله ، وفي قوله : { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } التفات من الغيبة إلى الخطاب ، وفيه ردّ لهذه المقالة الشنعاء ، والإدّ كما قال الجوهري : الداهية والأمر الفظيع ، وكذلك الأدّة ، وجمع الأدّة أدد ، يقال : أدّت فلاناً الداهية تؤدّه أداء بالفتح . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي : «أدّاً » بفتح الهمزة ، وقرأ الجمهور بالكسر ، وقرأ ابن عباس وأبو العالية «آدّاً » مثل مادّاً ، وهي مأخوذة من الثقل ، يقال : أدّه الحمل يؤده : إذا أثقله . قال الواحدي : { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } أي عظيماً في قول الجميع ، ومعنى الآية : قلتم قولاً عظيماً . وقيل : الإدّ : العجب ، والإدّة : الشدّة ، والمعنى متقارب ، والتركيب يدور على الشدّة والثقل .

/خ95