محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَيۡـًٔا إِدّٗا} (89)

ولما قرر تعالى في هذه السورة عبودية عيسى عليه السلام ، وذكر خلقه من مريم بلا أب ، عطف عليه حكاية جنايتهم من دعوى البنوة له ، مهولا لأمرها . وكذا جناية أمثالهم من اليهود والعرب ممن يسمي بعض المخلوقات ابنا أو بنتا له ، تعالى وتقدس – عطف قصته على قصته بقوله :{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا } أي عظيما منكرا . وفي رد مقالتهم وتهويل أمرها بطريق الالتفات ، إشعار بشدة الغضب المفصح عن غاية التشنيع ، والتسجيل عليهم بنهاية الوقاحة والجراءة والجهل .