التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (16)

قوله : { أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار } هؤلاء الذين تبين ذكرهم يوفون أجور أعمالهم في الدنيا وليس لهم في الآخرة إلا النار يصلونها .

قوله : { وحبط ما صنعوا فيها } حبط حبطا وحبوطا ؛ أي بطل ، حبطت الداية حبطا ، بالتحريك : انتفخ بطنها من كثرة الأكل ، أو من أكل ما لا يوافقها . والحباط : وجع البطن من الانتفاخ لكثرة الأكل أو الأكل مالا يوافق{[2064]} . والمعنى : أن ما كان يعمله هؤلاء المشركون والمنافقون والمراؤون من صنعي في الدنيا ليس لهم فيه ثواب ؛ ولكنه ذاهب هدرا بغير قيمة أو حساب ؛ لأنهم ما كانوا يريدون به الآخرة ، إنما أرادوا به الدنيا وزينتها وزخرفها .

قوله : { وباطل ما كانوا يعملون } باطل ، مرفوع ؛ لأنه مبتدأ . و { ما كانوا يعلمون } ، خبر{[2065]} ؛ أي ما كان يعمله هؤلاء غير معتمد به ولا معتبر ؛ بل هو باطل ؛ لأنهم كانوا يعلمون بغير الله ؛ فأبطل الله وأعمالهم{[2066]} .


[2064]:المعجم الوسيط جـ 1 ص 152 ومختار الصحاح ص 120.
[2065]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 9.
[2066]:تفسير الطبري جـ 12 ص 10وفتح القدير جـ 2 ص 488.