السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (16)

{ أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط } أي : بطل { ما صنعوا } أي : عملوا { فيها } أي : الآخرة فلا ثواب لهم { وباطل ما كانوا يعملون } لأنه لغير الله تعالى ، فقال مجاهد : نزلت في أهل الرياء قال صلى الله عليه وسلم «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا : يا رسول الله ، وما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء » . والرياء هو أن يظهر الإنسان الأعمال الصالحة لتحمده الناس ويعتقدوا فيه الصلاح ، فهذا هو العمل الذي لغير الله تعالى نعوذ بالله من الخذلان وقال أكثر المفسرين : إنّها نزلت في الكافر ، وأمّا المؤمن فيريد الدنيا والآخرة ، وإرادته الآخرة غالبة فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة . وعن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجزى بها في الآخرة . وأمّا الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيراً » . وقيل : نزلت في المنافقين الذين يطلبون بغزوهم مع النبيّ صلى الله عليه وسلم الغنائم من غير أن يؤمنوا بالآخرة وثوابها . وقيل في اليهود والنصارى وهو منقول عن أنس .