بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (16)

{ أُوْلَئِكَ الذين لَيْسَ لَهُمْ فِى الآخرة إِلاَّ النار } . قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في أهل القبلة . وقال الحسن : نزلت في المنافقين والكافرين .

{ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا } يعني : ثواب أعمالهم في الدنيا ، لأنه لم يكن لوجه الله تعالى . { وباطل مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } وروى أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ ، صَارَتْ أُمَّتِي ثَلاثَ فِرَقٍ : فِرْقَةً يَعْبُدُونَ الله تَعَالَى خَالِصاً ، وَفِرْقَةً يَعْبُدُونَ الله تَعَالَى رِيَاءً ، وَفِرْقَةً يَعْبُدُونَ الله تَعَالى لِيُصِيبُوا بِهَا الدُّنْيَا . فَيَقُولُ الله تَعَالَى لِلّذِي كَانَ يَعْبُدُ الله لِلدُّنْيَا : وَمَاذَا أَرَدْتَ بِعِبَادَتِكَ ؟ فَيَقُولَ : الدُّنْيَا . فَيَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ : لاَ جَرَمَ ، وَلاَ يَنْفَعُكَ مَا جَمَعْتَ ، وَلاَ تَرْجِعُ إِلَيْهِ . وَيَقُولَ : انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى النَّارِ ، وَيَقُولُ لِلَّذِي كَانِ يَعْبُدُ الله رِياءً ، مَاذَا أَرَدْتَ بِعَبَادِتكَ ؟ فَيِقُولَ : الرِّيَاءَ ، فَيَقُولُ الله تَعَالَى : انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى النَّارِ ، وَيَقُولُ للَّذِي كَانَ يَعْبُدُ الله تَعَالىَ خَالِصاً : مِاذَا أَرَدْتَ بِعِبَادَتِكَ ؟ فِيَقُولُ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، كُنْتُ أَعْبُدُكَ لِوَجْهِكَ وَذَاتِكَ . قَالَ : صَدَقَ عَبْدِي ، انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى الجَنَّةِ » .