محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (16)

[ 16 ] { أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون 16 } .

{ أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها } أي وحبط في الآخرة ما صنعوه ، أي لم يكن لهم ثواب عليه . وجوز تعلق الظرف ب { صنعوا } والضمير للدنيا ، كما عاد عليه في قوله{[4814]} : { نوف إليهم أعمالهم فيها } ؛ { وباطل ما كانوا يعملون } أي كان عملهم في نفسه باطلا ، ولأنه لم يعمل لغرض صحيح .

ونظير هذه الآية قوله تعالى{[4815]} : { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا * كلا نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك / وما كان عطاء ربك محظورا } . وقوله تعالى{[4816]} : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب } .

لطيفة :

في إعراب { باطل } وجهان :

الأول - كونه خبرا مقدما ، و { ما كانوا } مبتدأ مؤخرا : و ( ما ) مصدرية أو موصولة ، والكلام من عطف الجمل .

والثاني كونه عطفا على الأخبار قبله أي : أولئك باطل ما كانوا يعملون . و { ما كانوا يعملون } فاعل ب { باطل } ورجح هذا بقراءة زيد بن علي رضي الله عنهما : و ( بطل ) ماضيا معطوفا على { حبط } .


[4814]:[11 / هود / 15].
[4815]:[17/ الإسراء / 18- 20].
[4816]:[42 / الشورى / 20].