التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَحَفِظۡنَٰهَا مِن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٍ} (17)

قوله : ( وحفظناها من كل شيطان رجيم ) الرجيم ، من الرجم وهو القتل ، وأصله في اللغة الرمي بالحجارة . والرجم بضم الراء ، والرجام ، حجارة ضخام دون الرضام . {[2438]} والرجم أيضا معناه السب والشتم ؛ لأنه رمي بالقول القبيح ، ومنه قوله : ( لأرجُمنك ) أي لأسبنك . والرجم اسم لكل ما يرمى به . ومنه قوله : ( وجعلناها رجوما للشياطين ) أي مرامي لهم . والرجم القول بالظن وهو أيضا اللعن والطرد . وقوله : الشيطان الرجيم قد فسر بكل هذه الوجوه{[2439]} .

قال ابن عباس في تأويل الآية : كانت الشياطين لا تحجب عن السماوات ، فكانوا يدخلونها ويسمعون أخبار الغيوب من الملائكة فيلقونها إلى الكهنة ، فلما ولد عيسى عليه السلام منعوا من ثلث سموات . فلما ولد رسول الله ( ص ) منعوا من السماوات كلها . فكل واحد منهم إذا أراد استراق السمع رمي بشهاب .


[2438]:- مختار الصحاح ص 236 وتفسير الرازي جـ 19 ص 173.
[2439]:- تفسير الرازي جـ19 ص 173.