التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَإِذَا سَوَّيۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَ} (29)

قوله : ( فإذا سويته ) أي فعلت فيه ما يصير به مستويا معتدلا ، أو منسجما متكاملا متسقا لا عوج في خلقته ولا شذوذ .

قوله : ( ونفخت فيه من روحي ) النفخ معناه إجراء الريح من الفم{[2450]} . والمراد هنا : إفاضة ما به الحياة في البدن ليصير إنسانا حيا واعيا مدركا . وأضاف الله روح آدم إلى نفسه إكراما له ، قال الطوسي في التبيان عن هذا المعنى : الروح جسم رقيق روحاني فيها الحياة التي بها يجيء الحي فإذا خرجت الروح من البدن كان ميتا في الحكم . فإذا انتفت الحياة من الروح فهو ميت في الحقيقة{[2451]} .

قوله : ( فقعوا له ساجدين ) ذلك أمر الله للملائكة الأطهار أن يسجدوا لآدم عليه السلام . وذلك على سبيل التحية والتعظيم لآدم .

وقيل : إنه سجود بالمعنى المتبادر من قوله : ( فقعوا له ساجدين ) والوقوع معناه ، السقوط على الأرض .


[2450]:- القاموس المحيط ص 334.
[2451]:- التبيان للطوسي جـ6 ص 332.