التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَإِنَّا لَنَحۡنُ نُحۡيِۦ وَنُمِيتُ وَنَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثُونَ} (23)

قوله : { وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون } هاتان صفتان من صفات الله ؛ وهما الإحياء والإماتة ؛ فالله جل جلاله ينشر الحياة في الكائن ليصير ذا حركة وإحساس ، وما يقتضيه ذلك من ظواهر تدل على الحياة ، كالسمع والبصر والإدراك وغير ذلك من ظواهر الحس . وهو سبحانه الذي ينزع هذه الظاهرة- ظاهرة الحياة- من الكائن ليصير ميتا لا حراك فيه ولا حس ولا إدراك . وكل ذلك بمشيئة الله وقدرته .

وتلك هي طبيعة الحياة والكائنات طيلة الزمان في هذه الدنيا حتى يحين الوعد المحتوم الذي تنتهي فيه الحياة الدنيا وتبدل فيه الأرض غير الأرض والسماوات . وحينئذ يرث الله وحده الملكوت كله بعد أن يعم الفناء كل شيء فلا يبقى أحد سوى الله . وهو قوله : ( ونحن الوارثون ) أي الباقون بعد هلاك الخلائق كافة .