التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَلَقَدۡ جَعَلۡنَا فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَزَيَّنَّـٰهَا لِلنَّـٰظِرِينَ} (16)

قوله تعالى : { ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ( 16 ) وحفظناها من كل شيطان رجيم ( 17 ) إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ( 18 ) والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون ( 19 ) وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين ( 20 ) } ذلك برهان من الله على عظيم قدرته وعزيز سلطانه ومقامه إذ خلق هذا الكون الفسيح المتسق الموزون .

هذا الكون الهائل المنتظم الذي يشهد بأن الله خالق كل شي وأنه موجد الوجود . فقال سبحانه : ( ولقد جعلنا في السماء بروجا ) البروج تعني منازل الشمس والقمر . وهي اثنا عشر برجا . وهذه هي أسماؤها : الحمل ، الثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت .

وقيل : البروج بمعنى النجوم . سميت بذلك لظهورها وارتفاعها . وقيل : البروج تعني الكواكب العظام وهي السبع السيارة وهي : القمر وعطارد والزهرة والشمس والمريخ والمشترى وزحل .

قوله : ( وزيناها للناظرين ) أي زينا السماء بالأجرام العظيمة المختلفة كالشمس والقمر والكواكب والنجوم ، وذلك للمعتبرين المتدبرين الذين يستدلون بهذه العجائب على عظيم قدرة الله وعلى وحدانيته المطلقة في الوجود وأنه ليس من إله خالق صانع مدبر سواه .