قوله : { قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون } اللام في ( لأسجد ) ، لتأكيد النفي ؛ أي لا يستقيم مني ولا يليق بي أن أسجد لبشر مخلوق من طين أسود منتن . وإبليس اللعين يعني بذلك أن آدم ذو أصل خسيس وضيع وهو الصلصال ؛ فكأنه يقول : كيف يسجد من هو في مثلي عظيم الأصل . والخلقة لمن أصله الطين المنتن المهين ؟
هكذا كان تصور إبليس للمسألة . وهو أن الخلائق إنما تقاس بأصولها وأحسابها ، أو تقاس بأشكالها وظواهرها المكشوفة . لا جرم أن نظرة كهذه للأمور والحياة جد خاطئة ؛ بل إن المعيار الصحيح لقيم المخاليق ومقاديرها لهو جمال الفطرة الأصيلة وسلامة الطبع السوي ، وما يفضي إليه ذلك كله من مقتضيات ومآلات عظيمة ، غاية في الخير والبراءة والسمو والرحمة . فما يغني المخلوق هيئته وصورته أو حقيقة أصله مادام أثيم الفعل ، منكود الطبع ، قبيح الخصال . وإنما ينبغي التعويل كله على روعة الجوهر واستقامة السلوك وحسن الفعال{[2457]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.