فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ لَمۡ أَكُن لِّأَسۡجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقۡتَهُۥ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ} (33)

وجملة { قَالَ لَمْ أَكُن لأسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صلصال مّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } مستأنفة كالتي قبلها ، جعل العلة لترك سجوده كون آدم بشراً مخلوقاً من صلصال من حمأ مسنون زعماً منه أنه مخلوق من عنصر أشرف من عنصر آدم ، وفيه إشارة إجمالية في كونه خيراً منه . وقد صرح بذلك في موضع آخر ، فقال : { أَنَا خَيْرٌ مّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } [ الأعراف : 76 ] . وقال في موضع آخر : { أأسجد لمن خلقت طينا } [ الإسراء : 61 ] . واللام في { لأسجد } لتأكيد النفي ، أي : لا يصح ذلك مني ، فأجاب الله سبحانه عليه بقوله : { قَالَ فاخرج مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } .

/خ44