التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{ٱلَّذِينَ يَجۡعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (96)

قوله : ( الذين يجعلون مع الله إلها آخر ) هذا وصف للمستهزئين الذين أهلكهم الله ؛ فقد وصفهم الله بالشرك ؛ إذ عبدوا مع الله آلهة أخرى فما كان ذنبهم الاستهزاء وحده ؛ بل كان لهم ذنب شنيع آخر لا يقل عن الإشراك فظاعة ونكرا ، وهو الاستهزاء برسول الله ( ص ) . فما يستهزئ برسول الله ( ص ) إلا كل فاجر خاسر أو عتلّ متوقّح ظلوم قد سخر من خير من حملت الغبراء وأظلت السماء وذلكم هو خير البرية والأنام : محمد رسول الله ( ص ) . وما الاستسخار بنبي الله إلا الاستسخار بالرسالة المنزلة من عند الله للعالمين ، الرسالة التي جاءت تحمل للبشرية ملة التوحيد وسبيل الهداية والحق ، وتسوق الناس طيلة الزمان إلى الحق والخير والنجاء . وليس الاستسخار من ذلك إلا محض الكفران والعصيان والتمرد .

قوله : ( فسوف يعلمون ) ذلك تهديد من الله ووعيد لهؤلاء الخاسرين المستهزئين الذين يسخرون من نبي الله ( ص ) وهو المبعوث إليهم هداية ورحمة ؛ فقد توعدهم الله بالعذاب ؛ وهو ما يلاقونه من شديد البلاء والويل عند مصيرهم إلى ربهم يوم القيامة{[2487]} .


[2487]:- تفسير الرازي جـ19 ص230 وتفسير النسفي جـ2 ص 297 وفتح القدير جـ3 ص 142 وتفسير ابن كثير جـ 2 ص 559.