الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ يَجۡعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (96)

ثم قال تعالى : { إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر } [ 95-96 ] .

المستهزؤون : في قول ابن عباس ، وهم الوليد بن المغيرة المخزومي والعاصي بن وائل{[38408]} ، وعدي{[38409]} بن قيس{[38410]} ، والأسود بن عبد يغوث الزهري ، وهو ابن خال رسول الله صلى الله عليه وسلم{[38411]} والأسود بن المطلب{[38412]} ، وأبو زمعة الحرث{[38413]} بن عيطلة كانوا يهزؤون بالنبي عليه السلام .

وعن ابن عباس : أنهم خمسة ، ولم يذكر الحرث بن عيطلة ، كانوا يهزؤون بالنبي عليه السلام . فروي أنهم مروا ، رجلا [ رجلا{[38414]} ] على النبي صلى الله عليه

وسلم ومعه جبريل عليه السلام ، فإذا{[38415]} مر{[38416]} رجل منهم قال [ له{[38417]} ] جبريل : كيف تجد هذا ؟ فيقول / النبي : بئس عبد الله ، فيقول له جبريل : كفيناكه . فهلك الخمسة بأمر الله [ عز وجل{[38418]} ] ونصره لنبيه [ صلى الله عليه وسلم{[38419]} ] : أما{[38420]} الوليد بن المغيرة فإنه تردى بردائه فتعلق سهم بردائه فقعد يحله فقطع أكحله فنزف فمات . وأما الأسود بن عبد يغوث فأتى بغصن فيه شوك فضرب به وجهه فسالت حدقتاه على وجهه . فكان{[38421]} يقول : دعوت على محمد{[38422]} [ دعوة{[38423]} ] ودعا علي دعوة ، فاستجيب لي ، واستجيب له : دعا علي أن أعمى ، فعميت . ودعوت عليه : أن يكون وحيدا فريدا{[38424]} في أهل يثرب فكان ذلك . وأما العاصي بن وائل فوطىء شوكة فتساقط لحمه على{[38425]} عظامه حتى هلك . وأما الأسود بن المطلب وعدي{[38426]}بن قيس فإن أحدهما قام من الليل وهو مطمئن يشرب من جرة فلم يزل يشرب حتى ينفتق بطنه فمات . وأما الآخر فلدغته حية فمات .

فمعنى الآية : إنا كفيناك يا محمد الساخرين منك الجاعلين مع الله إلها آخر [ سبحانه وتعالى{[38427]} ] ، { فسوف يعلمون }{[38428]} ما يلقون من عذاب الله عند مصيرهم{[38429]} إليه

يوم القيامة .

وقال عكرمة : المستهزؤون قوم من المشركين{[38430]} كانوا يقولون سورة البقرة سورة العنكبوت يستهزئون بأسماء السور .

وروى ابن وهب : عن زيد بن أسلم أن وهب الذماري{[38431]} قال : إن نبيا من الأنبياء حدث قومه بحوت ينزله أهل الجنة فاستهزأ به رجل من قومه . فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] اذهب فأريكه . فذهب حتى إذا جاء البحر جاز حوت مثل البيت قال : هو{[38432]} ذا يا نبي الله ؟ فقال : لا ، ثم جاز{[38433]} حوت{[38434]} مثل الجبل . فقال : هو{[38435]} ذا يا نبي الله ؟ قال لا ، ثم جاز حوت مثل القصر . قال{[38436]} : هو ذا يا نبي الله ؟ قال لا . ثم جاز حوت مر{[38437]} صدره ضحى ، ولم يمر{[38438]} آخره إلى العصر ، فقال : هو{[38439]} ذا يا نبي الله ؟ فقال : كيف ترى ؟ فقال : والله إن في هذا لمأكلا{[38440]} ومشربا . قال : فوالذي نفسي بيده إنه ليتغذى كل يوم طلعت فيه الشمس بسبعين ألف حوت كلهم مثل هذا الحوت ، فصعق الرجل فمات .

وذكر عند مروان بن الحكم{[38441]} [ هذا الحديث{[38442]} ] فقال : لقد ذكر لي أن هذا الحوت قد أحاط بالسماوات السبع ومن تحت العرش .

وعن ابن عباس : أنهم هلكوا في ليلة واحدة كل{[38443]} رجل منهم يميته سوى ميتة صاحبه .


[38408]:هو العاص أو العاصي بن وائل بن هاشم السهمي، من قريش أحد الحكام في الجاهلية. أدرك الإسلام وظل على الشرك ويعد من المستهزئين وهو والد عمرو بن العاص فاتح مصر. توفي حوالي 3 قبل الهجرة. انظر: ترجمته في الأعلام 3/247.
[38409]:ق: "عدير".
[38410]:هو عدي بن قيس بن خدافة السهمي، ذكره ابن هشام في مختصر السيرة عمن يثق به من أهل العلم، وهو من المؤلفة قلوبهم. انظر: ترجمته في الإصابة رقم 5480.
[38411]:ط: "عليه السلام".
[38412]:ط: "بن عبد المطلب".
[38413]:ط: "والحرث".
[38414]:ساقط من ق.
[38415]:ق: "وإذا".
[38416]:ق: "أمر".
[38417]:ساقط من ق.
[38418]:ساقط من "ق".
[38419]:ساقط من ق.
[38420]:ق: "وأما".
[38421]:ط: "وكان".
[38422]:ط : "صلى الله عليه وسلم".
[38423]:ساقط من ط.
[38424]:ط: "طريدا".
[38425]:ط: "عن".
[38426]:ق : عدير".
[38427]:ساقط من ق.
[38428]:ق: تعلمون.
[38429]:ق : مسيرهم.
[38430]:ق : المشركون.
[38431]:ق: "الزماري".
[38432]:ط: "جاء".
[38433]:ط: "جاء".
[38434]:ق : "حوتا".
[38435]:ط : "هو هذا".
[38436]:ط: "فقال".
[38437]:ق: "من".
[38438]:ط: "ير".
[38439]:ط : "وهو هذا".
[38440]:ق: "الماء كلا".
[38441]:ق: "الحارث".
[38442]:ساقط من ق.
[38443]:ق: "كان".