هذه السورة مكية . وقيل : مكية باستثناء آيات ثلاث . وتسمى سورة النعم ؛ لما عدد الله فيها من نعمه على العباد ، كخلق الأنعام للناس ليكون لهم فيها دفء ومنافع وطعام . ولهم فيها جمال إذا راحوا أو سرحوا . ومن نعمه إنزال الماء من السماء ليكون لهم منه شراب وسوم ومختلف الزروع والثمرات . ومن نعمه عليهم أيضا تسخير الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم والبحار والأنهار والجبال . وفي ذلك من أصناف النعم والمنافع ما لا يحصى . إلى غير ذلك من ضروب القصص والأخبار والحقائق في الطبيعة والأحياء والمجتمع . ومن جملة ذلك : التنديد بما كانت تتلطخ به تصورات الجاهليين من إحساس مستقبح عن الأنثى ؛ إذ كانوا يتوارون من بعضهم لفرط امتعاضهم وضيقهم من ولادة الأنثى . هذا الشعور الظالم البغيض قد ندد به الإسلام واستفظعه استفظاعا .
{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون } ( أتى ) ، بمعنى يأتي . فقد أقام الماضي مقام المستقبل ، لتحقيق إثبات الأمر وصدقه . يعني عبّر بصيغة الماضي ليدل على التحقيق والوقوع لا محالة{[2489]} . والمراد بأمر الله : قيام الساعة ، وذلك وعيد من الله للمشركين الظالمين بأن الساعة قد اقتربت وأن عذابهم قد دنا أجله . وذلك رد على استسخارهم الحقير ؛ فقد كانوا لجهالتهم وسفاهتهم يستعجلون قيام الساعة ونزول العذاب بهم . وذلك على سبيل الاستهزاء والتكذيب . والمعنى : أنه قرب قيام الساعة وما فيها من بالغ العقاب لكم فلا تطلبوا مجيء الساعة والعذاب قبل وقتهما المكتوب .
قوله : ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) ينزه الله نفسه عن الشرك والشركاء والأنداد . وما ، في قوله : ( عما ) تحتمل كونها مصدرية . والتقدير : سبحانه وتعالى عن إشراكهم . وتحتمل كونها موصولة بمعنى الذي . والتقدير : سبحانه وتعالى عن الشركاء والأضداد والأنداد ؛ فهو خالق كل شيء ، وله ملكوت كل شيء ليس له في ذلك نديد{[2490]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.