التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡـٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ} (20)

قوله : { والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون } أي ما يعبده هؤلاء المشركون الضالون من الأصنام والأنداد والآلهة الموهومة والمصطنعة ( لا يخلقون شيئا ) ليسوا غير مخاليق تترسخ في طبائعهم وأعماقهم ظواهر الضعف والقصور والمحدودية ، فأنى لهم بذلك أن يخلقوا شيئا من الأشياء ولو كان في حجم النملة أو الذبابة ( وهم يخلقون ) إنهم هم أنفسهم المخلوقون . ومن كان مخلوقا لا جرم أنه لا يخلُق وليت شعري هل يعقل أن يكون المخلوق خالقا ؟ ! أي تناقض أعظم من ذلك ، بل أية جهالة وسفاهة أفظع من هذا الإسفاف في تفكير المشركين وتصورهم ؟ ! .