لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡـٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ} (20)

فقال تعالى { والذين تدعون من دون الله } يعني الأصنام التي تدعونها آلهة من دون الله { لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون } فإن قلت : قوله سبحانه وتعالى في الآية المتقدمة أفمن يخلق كمن لا يخلق ، يدل على أن هذه الأصنام لا تخلق شيئاً فقوله سبحانه وتعالى : لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون هذا هو نفس المعنى المذكور في تلك الآية فما فائدة التكرار ؟ قلت : فائدته أن المعنى المذكور في الآية المتقدمة أنهم لا يخلقون شيئاً فقط والمذكور في هذه الآية أنهم لا يخلقون شيئاً وإنهم مخلوقون كغيرهم ، فكان هذا زيادة في المعنى وهو فائدة التكرار .