قوله : { أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } يعني أعبادة الأصنام والأوثان بمختلف أشكالها ومسمياتها خير أم عبادة الله خالق السماوات والأرض وما فيها من أصناف الخلائق والعجائب والأشياء { وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ } من عجيب صنع الله وبالغ قدرته إنزال المطر من السماء لإحياء الأرض بعد موتها فتنبت به البساتين المخضرة ذات المنظر البهيج والجمال المثير الجذاب .
قوله : { مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا } أي ما يستطيع البشر إنبات الشجر من الأرض بعد مواتها وهمودها وإنما الله يصنع ذلك وهو القادر على إنزال الماء من السماء لإحياء الأرض بالنبات . ذلكم هو الله الخالق القادر الرازق المتفرد بالخلق دون سواه من الشركاء والأنداد المزعومة .
قوله : و { أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ } الاستفهام للإنكار والتوبيخ والتقريع . أي هل من إله يستحق العبادة مع الله الذي خلق الأرباب المصطنعة جميعا والذي ثبتت صفاته من الخلق والرزق والقدرة وغير ذلك من صفات الكمال .
قوله : { بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } { بل } ، إضراب . فقد أضرب عن توبيخهم وتقريعهم ليبين سوء حالهم من الكفر والطغيان وهو أنهم { قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } أي يعدلون بالله غيره .
أو يعدلون عن الحق إلى الباطل ، وعن الهداية إلى الضلالة جائرين متعمدين{[3453]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.