التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ} (59)

قوله تعالى : { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ( 59 ) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } المخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أي قل يا محمد الحمد لله على ما أنعم به علينا من الإيمان والهداية والتوفيق ، وما منّ به علينا من الأمن من عقابه الذي أصاب به قوم لوط وقوم صالح وغيرهم من العصاة والفاسقين الذين أتى عليهم الهلاك والتدمير والإبادة { وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى } أمره الله أن يستفتح بحمده وبالسلام على الأنبياء والمرسلين المصطفين من عباده . وهذا من أدب النبوة الكريمة ؛ إذ علم الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أدب الاستفتاح في مطلع كل حديث أو خطاب يعظ به الناس أو يذكرهم ، لتحقق البركة ويثبت الأجر ويستجاب الدعاء .

قوله : { آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } الاستفهام للإنكار والتهكم والتبكيت للمشركين لما أنهم آثروا عبادة الشركاء والأنداد على عبادة الله . والمراد التنبيه على غاية الضلال التي وصلها المشركون السفهاء في مجانبتهم للحق وتلبسهم بالباطل .

والمعنى : قل لهم يا محمد آللَّهُ الذي خلقهم ورزقهم وأنعم عليهم من النعم ما لا يعد ولا يحصى خير ، أم ما يشركون به من الأصنام والشركاء .