التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (68)

والمسلمون في كل زمان خليقون بالمفاخرة أن يكون إبراهيم منهم . وذلك لحنيفيته وعظيم إقراره لله بالعبودية ، فأولى الناس بإبراهيم هذه الأمة المستقيمة الموحدة . الأمة السائرة على المحجة السليمة البيضاء بقيادة نبيها العظيم الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه و سلم . فضلا عن الذين اتبعوا إبراهيم في زمنه . ولهذا قال الله عز وعلا : ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ) أي أخص الناس بإبراهيم وأقربهم منه وأحقهم بنصرته وولايته وأجدر أن تكون لهم الحجة في ذلك هم الذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا به واتبعوا سنته وارتضوا بملة الإسلام دينا وهداية .

وأولئك هم أولياء الله ، وهو سبحانه وليهم وناصرهم وسيجزيهم الخير والصلاح والحسنى{[489]} .


[489]:- تفسير الطبري جـ 3 ص 218 وتفسير ابن كثير جـ 1 ص 372 وتفسير البيضاوي ص 77 وتفسير القرطبي جـ 4 ص 109 .