فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (68)

{ أولى } أقرب .

{ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين } إن أحق الناس بإبراهيم والانتساب إليه ونصرته للذين استقاموا على سنته وملته وساروا على منهاجه وطريقته ووحدوا الله مخلصين له الدين حنفاء لله غير مشركين ، وهذا النبي الخاتم{[1018]} والذين صدقوا ما جاء به شرع الإسلام والله ناصر المستيقنين بالحق على من خالفهم والنبي الخاتم محمد صلى الله عليه سلم ممن اتبع إبراهيم عليه السلام وبهذا أمره مولاه جل علاه { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين }{[1019]} لكن أفرده بالذكر تعظيما له كقول المولى تقدست أسماؤه { فيهما فاكهة ونخل ورمان }{[1020]} فالنخل والرمان من الفاكهة لكن أفردا بالذكر لأهميتهما فكذلك ههنا فممن اتبعوه : هذا النبي والذين آمنوا بما جاء به { والله ولي المؤمنين } ينصرهم ويجازيهم بالحسنى كما هو شأن الولي-{[1021]} .


[1018]:روى ابن جرير بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لكل نبي ولاة من النبيين وإن وليي منهم أبي خليل ربي ثم قرأ-{إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}.
[1019]:من سورة النمل الآية 123.
[1020]:من سورة الرحمن الآية 68.
[1021]:من روح المعاني.