غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (68)

61

وأنزل الله عزّ وجلّ ذلك اليوم في خصومتهم في إبراهيم على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو بالمدينة قوله : { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه } على ملته وسنته في زمانه { وهذا النبي } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { والذين آمنوا } في آخر الزمان { والله ولي المؤمنين } بالنصرة والتأييد والتوفيق والتسديد . ومعنى { أولى الناس } أخصهم به وأقربهم منه من الولي القرب . وقرئ { وهذا النبي } بالنصب عطفاً على الهاء في

{ اتبعوه } وبالجر عطفاً على { إبراهيم } عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل نبي ولاة من النبيين وإن وليي منهم أبي وخليل ربي إبراهيم ثم قرأ إن أولى الناس الآية " ، ثم بين أنهم لا يقتصرون على هذا القدر بل يجتهدون في إضلال المؤمنين بإلقاء الشبهات وإبداء المكايد كما أرادوا بحذيفة وعمار ومعاذ بن جبل وقد ذكرناه في سورة البقرة .