فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (68)

( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ) أي أحقهم به وأخصهم الذين اتبعوا ملته واقتدوا بدينه ( وهذا النبي ) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، أفرده بالذكر تعظيما له وتشريفا وأولويته صلى الله عليه وسلم بإبراهيم من جهة كونه من ذريته ومن جهة موافقته لدينه في كثير من الشريعة المحمدية .

( والذين آمنوا ) معه من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ( والله ولي المؤمنين ) بالنصر والمعونة .

أخرج الترمذي والحاكم وصححه وابن جرير وابن المنذر وعبد بن حميد وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن لكل نبي ولاة من النبيين وإن وليي منهم أبي خليل ربي " ثم قرأ هذه الآية {[335]} .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحكم بن ميناء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا معشر قريش إن أولى الناس بالنبي المتقون فكونوا أنتم سبيل ذلك فانظروا أن لا يلقاني الناس يحملون الأعمال وتلقوني بالدنيا تحملونها فأصد عنكم بوجهي ثم قرأ إن أولى الناس بإبراهيم الآية ، وقال الحسن كل مؤمن ولي إبراهيم ممن مضى وممن بقي .


[335]:كتاب التفسير 2/292.