الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (68)

وقال ابن عباس : قال رؤساء اليهود : والله يا محمد لقد علمت أنا أولى الناس بدين إبراهيم منك ومن غيرك ، فإنه كان يهوديا وما بك إلا الحسد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . " أولى " معناه أحق ، قيل : بالمعونة والنصرة . وقيل بالحجة . " للذين اتبعوه " على ملته وسنته . " وهذا النبي " أفرد ذكره تعظيما له ، كما قال " فيهما فاكهة ونخل ورمان " {[3154]} [ الرحمن : 68 ] وقد تقدم في " البقرة " هذا المعنى مستوفى . و " هذا " في موضع رفع عطف على الذين ، و " النبي " نعت لهذا أو عطف بيان ، ولو نصب لكان جائزا في الكلام عطفا على الهاء في " اتبعوه " . " والله ولي المؤمنين " أي ناصرهم . وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لكل نبي ولاة من النبيين وإن وليي منهم أبي وخليل ربي - ثم قرأ - إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي ) .


[3154]:- راجع جـ 17 ص 185.