التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} (32)

قوله : { مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا } أي لا تكونوا من المشركين الذين بدلوا دينهم أو خالفوه ففارقوه { وَكَانُوا شِيَعًا } أي أديانا أو فرقا شتى ، كل فرقة تشايع إمامها الذي أضلها ، وهم في الحقيقة جميعا ضالون بعيدون عن السداد وجادة الصواب .

قوله : { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } الحزب بمعنى الطائفة{[3610]} أي كل فرقة من هذه الفرق أو طائفة من هذه الطوائف ، مسرورون بما هم عليه من ضلال وعوج ، معجبون بما تلبسوا به من ملل الباطل وضلالات الشيطان والهوى . وتلك هي صفة الضالين التائهين من الناس ، السادرين في ظلام الكفر والزيغ عن منهج الله ؛ فإنهم معجبون بما هم عليه من ضلالات ؛ إذ يحسبون أنهم على كل شيء ، وهم في الحقيقة موغلون في السقوط والانحراف عن دين الله إلى ملل الظلام والكفر{[3611]} .


[3610]:أساس البلاغة ص 124.
[3611]:الكشاف ج 3 ص 222، وتفسير القرطبي ج 41 ص 31-33، وتفسير الطبري ج 21 ص 28.